الزي الإيراني والملابس الإيرانية الإسلامية، بصفتها مزيجاً من العناصر الثقافية والدينية الإيرانية ذات النهج الإسلامي، شهدت العديد من التطورات والتغيرات عبر التاريخ. كان لهذا النمط من الملابس تأثيرات واسعة على حياة الشعب الإيراني، وخاصة النساء، واتخذ أشكالاً مختلفة خلال فترات مختلفة، وفقاً للظروف السياسية والاجتماعية والثقافية.

انطلقت فعاليات مهرجان فجر للأزياء والملابس الإيرانية الدولي في مجمّع “آسمان” الثقافي والفني بطهران. وافتتح المهرجان عصر السبت 7 يونيو، يواصل نشاطاته حتى الخميس 12 يونيو الجاري، وكان ذلك بحضور أمين مجلس الثقافة العامة في البلاد “قادر آشنا”، وعدد من روّاد الأعمال والناشطين في صناعة الأزياء والملابس، فبهذه المناسبة نتطرق في هذا المقال إلى تاريخ الزي الإسلامي في إيران بصورة ملخّصة، ثم نذكر نبذة عن نشاطات المهرجان وما يجري فيه.

تأثير الإسلام على الزي الإيراني

كان تأثير الإسلام على الزي الإيراني بارزا في مختلف الأقسام، فيما يلي نذكر بعضاً منها:

– الحجاب: مع وصول الإسلام إلى إيران، تم إدخال الحجاب كمبدأ مهم في ملابس المرأة الإيرانية، وتدريجيا أصبحت أنواع مختلفة من الحجاب، بما في ذلك التشادور والأوشحة وغيرها من أغطية الرأس والجسم.

– ملابس بسيطة: بعد الإسلام، حلت الملابس الأبسط والأكثر ارتداءا محل الملابس الأرستقراطية والبراقة. كان ينظر إلى هذا التغيير على أنه علامة على تأثير الإسلام على ثقافة وأسلوب حياة الإيرانيين.

– الفن والإبداع الإيراني: على الرغم من التغييرات في أسلوب الملابس، إلا أن فن وإبداع الإيرانيين في تصميم وإنتاج الملابس لا يزال محفوظا. تم استخدام الأقمشة المحبوكة والحرير والمواد الخام الأخرى في التصاميم الإسلامية والألوان الطبيعية.

أما التغييرات في العصور المختلفة كانت كما يلي:

– العصر العباسي: عرفت إيران خلال العصر العباسي بأنها أحد المراكز الرئيسية لإنتاج الأقمشة الإسلامية الراقية، وكانت ملابس هذه الفترة تتمتع بجمال وسحر خاص بسبب التصاميم الإسلامية واستخدام الألوان الطبيعية.

– العصر الصفوي: خلال العصر الصفوي، تم عمل مزيج من الزي الإيراني والإسلامي، وأصبحت التشادورات والملابس الفاخرة ذات التصاميم للنساء والعباءات والعمامات للرجال شائعة.

في الحقيقة الملابس الإيرانية الإسلامية هي مزيج من التقاليد الإيرانية الأصلية والتعاليم الإسلامية التي واجهت العديد من التغييرات عبر التاريخ. كان لهذا النمط من الملابس العديد من التأثيرات على حياة الشعب الإيراني وهو معترف به كرمز للثقافة والهوية الإيرانية ، على المستويين الوطني والدولي.

الملابس الإيرانية والقصص والروايات

أكد أمين مجلس الثقافة العامة في البلاد “قادر آشنا” على ضرورة حماية الهوية الإيرانية، قائلاً: “في مجال الملابس، نحاول الدفاع عن هويتنا، يجب أن يكون للملابس الإيرانية قصص وروايات تكون مستمدة من هويتنا وثقافتنا.

وأضاف قادر آشنا: نحن إيرانيون وهويتنا هي ثقافتنا وعناصرنا الثقافية. إيرانيتنا مبنية على لغتنا وملابسنا وعاطفتنا وحبنا لبعضنا البعض، وهذه القواسم الثقافية والدينية تجعلنا مترابطين. يجب أن نحاول الحفاظ على هذه الهوية والدفاع عن هويتنا الإيرانية في جميع المجالات، وفي كل مكان بالعالم.

التركيز على اكتشاف المواهب في المهرجان

وأضاف آشنا: اخترنا شعار “معرفة إيران، والإعتراف بالمواهب”، كشعار لمهرجان هذا العام. يجب أن تكون كفاءة المهرجان هي اكتشاف المواهب، ويجب أن يكون المخضرمون حاضرين في المهرجان، ولكن اكتشاف المواهب مهم أيضا، وهذه هي الطريقة التي يمكن أن يلعب بها الحدث دوراً بارزا.

وتابع آشنا: إن استخدام القدرات الأكاديمية والربط بين المعرفة والأفكار والتنفيذ هو أحد مناهج مجموعة عمل الموضة والملابس مضيفا: “تتمثل السياسة العامة للمهرجان في إسناد المسؤوليات التنفيذية والداعمة إلى القطاع الخاص من أجل توفير منصة أكثر احترافية لنمو صناعة الأزياء والملابس، وأهم من التصاميم نفسها، هم المصممون. إيران مليئة بالمواهب، اليوم وصلنا إلى 200 مجموعة جيدة لا ينبغي التخلي عنها، قمنا بتوطين نماذج جامعة ستانفورد واليابان، يتم تحديد هذه المواهب في إطار المهرجان في شكل الفائزين بالمهرجان. يجب أن تكون هذه التدريبات الفنية والصناعية والإدارية والتجارية وما إلى ذلك، والتي يمكن تحقيقها في فترة ثلاث سنوات على سبيل المثال.

وف ينفس السياق قال رئيس جمعية مصممي الأزياء والملابس “سومبات هاكوبيان”: “الجانب الفني للمهرجان يهيمن على الجوانب الأخرى ويجب التطرق إليه بشكل أكبر، دعونا لا ننظر إلى هذا الحدث من منظور الإنتاج، بل يجب أن ننظر إليه من وجهة نظر فنية. إذا قدمنا قصة هذا المعرض والأعمال بشكل صحيح، يمكننا حتى صنع القصص، لدرجة أنه من هذه الأفكار الأولية والأعمال المصممة، بعد عدة مرات من سرد القصص وإعادة الإبداع ، ستولد الأعمال المثالية “.

وأضاف هاكوبيان: “يجب تشكيل متحف لملابس المجموعات العرقية الإيرانية، كل من هذه الملابس يمكن أن تحيي الصناعة المنسية في قرانا ومناطقنا التقليدية”.

من جهته أشار أمين المهرجان “محسن كرجي” إلى أن عملية مراجعة الأعمال تمت على جزأين وبأربعة تقييمات، وأضاف: من بين 3200 عمل قدمها حوالي 1300 مصمم، تم قبول أكثر من 200 تصميم في المرحلة الأولى، وتم التحكيم النهائي لهذه الأعمال بحضور النخب الأكاديمية والصناعية.

وتابع كرجي: “حاولنا توسيع مراكز التوجيه والقيادة برؤية عادلة لهذا العام من أجل الاستفادة من الإمكانات الكلية”.

وفيما يتعلق بإمكانية الإنتاج الضخم للأعمال المقدمة إلى المهرجان، قال كرجي: “إن تحويل التصاميم إلى إنتاج ضخم عملية معقدة وسيتم تحقيقها عندما يدخل أصحاب رؤى السوق النشطة إلى المهرجان. هذه عملية متوسطة الأجل وتتطلب مشاركة جادة من القطاع الخاص.

وفي إشارة إلى التغيير الذي طرأ على نهج المهرجان في مجال البحث، قال كرجي: “في هذه الفترة تم الاستعانة بمصادر خارجية لقسم الأبحاث ولم يعد لدينا دعوة للحصول على أوراق، وبهذه الطريقة شارك فريق من القطاع الخاص بالتعاون مع جامعة الزهراء(س)”.

إقامة معرض “الهدى”

وفي نفس السياق تقيم جمعية نشطاء وخبراء الحجاب في البلاد معرضا ومتجرا للملابس الإيرانية الإسلامية بمناسبة عيد الغدير الأغر واقتراب شهر محرم الحرام.

وسيقام المعرض تحت عنوان “الهدى” في مصلى الإمام الخميني(رض) من أجل دعم المصنعين والمستهلكين بالتزامن مع حلول عيد الغدير الأغر المبارك ومع اقتراب شهر محرم.

أيضا سيتم إجراء خياطة مجانية للخيام التقليدية وسيتم إجراء تصوير مجاني في كشك التصوير الفوتوغرافي “انظر نفسك بالحجاب” للفتيات. كما سيحضر هذا المعرض عدد من مصنعي المنتجات الطقسية وسيقدمون منتجاتهم.

تجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض سيقام في الفترة من 11 إلى 20 يونيو الجاري.