خسائر الحقت الصواريخ الايرانية بالعدو الصهيوني..تأجيل المشاريع العملية وتسارع هجرة النخب نموذجا

خسائر الحقت الصواريخ الايرانية بالعدو الصهيوني..تأجيل المشاريع العملية وتسارع هجرة النخب نموذجا

Jul 13-2025

من أوضح الأمثلة على الأضرار التي ألحقتها الهجمات الصاروخية الإيرانية بالمراكز العلمية التابعة للكيان الصهيوني التدمير الشامل لمعهد وايزمان للعلوم؛ وهو مركز...

في أعقاب تصاعد التوترات بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي بدأت بالعدوان المفتوح للمحتلين على المراكز العسكرية والعلمية والسكنية الإيرانية، أدى رد الفعل المتبادل للقوات المسلحة في بلادنا إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية العلمية للكيان الصهيوني. ومن أوضح الأمثلة على هذا الضرر التدمير الشامل لمعهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت. مركزٌ يُعتبر، بحسب السلطات الصهيونية، أحد الرموز العلمية لإسرائيل، ولعب دورًا هامًا في أبحاث الطب الحيوي والخلوي والفيزياء النظرية.

كان هذا المعهد محورًا للعديد من المشاريع العلمية الاستراتيجية للكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة، ولا يُمثل تضرره عرقلةً لعملية البحث العلمي فحسب، بل يُمثل أيضًا ضربةً للسمعة العلمية الدولية لهذا الكيان.

مشاريع علمية مُؤجَّلة لمدة 6 أشهر

وفقًا لتقرير نشرته مجلة "نيتشر" العلمية المرموقة، استُهدفت خلال الهجمات الإيرانية الانتقامية ردًا على العدوان الأولي للكيان الصهيوني، عدة مراكز علمية في الأراضي المحتلة، أهمها معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت. هذا المعهد، المعترف به دوليًا كأحد المؤسسات الرائدة في مجال الأبحاث البيولوجية والخلايا الجذعية وعلم الوراثة، قد تكبد أضرارًا وخسائر فادحة. وفقًا لتصريحات يعقوب حنا، أحد أبرز علماء الأحياء في هذا المركز، فقد كان حاضرًا في مؤتمر علمي في هونغ كونغ وقت الهجوم، وأُبلغ بإخلاء مباني المعهد فورًا بالتزامن مع ورود نبأ الهجوم.

وأقرت مجلة "نيتشر" في تقريرها بأن الأضرار التي لحقت بالمركز كانت جسيمة، شملت تحطيم النوافذ، وتدمير الجدران، وانقطاعًا تامًا للتيار الكهربائي، وتعطل معدات حيوية كالحاضنات، وانهيار أجهزة مختبرية حساسة، بل وحتى انهيار السقف وانفصال سلالم الاتصالات في أجزاء من المبنى.

ووفقًا ليعقوب حنا، فإن التحضير المسبق ووجود خزانات احتياطية من النيتروجين السائل في الطابق السفلي هما ما أنقذا مئات العينات من خلايا الإنسان والفئران من التدمير. ورغم هذه الإجراءات الطارئة، يُقدّر أن مشروع مجموعته البحثي، الذي يتضمن تطوير هياكل جنينية قائمة على الخلايا الجذعية، قد تأخر ستة أشهر على الأقل. ووفقًا للتقديرات، لن يكون لهذا الانقطاع عواقب اقتصادية وخيمة فحسب، بل سيؤثر أيضًا على ثقة العلماء الدوليين باستقرار وسلامة المشاريع العلمية في الأراضي المحتلة.

الرواية الصهيونية عن الأضرار العلمية؛ أداة لتصوير نفسها كالضحية وتبرير العدوان

وفقًا للتقارير المنشورة، ورغم قصف الكيان الصهيوني لمدن إيرانية مختلفة واستشهاد عدد من العلماء الإيرانيين في العدوان الأولي، سعت وسائل الإعلام والمؤسسات الإسرائيلية إلى تصوير نفسها على أنها مظلومة من خلال التركيز على الأضرار التي لحقت بمعهد وايزمان. ولذلك، سعى الإعلان الرسمي عن المعهد، الذي شدد على "الأضرار الجسيمة" التي لحقت بمعظم مبانيه والإغلاق الكامل للجامعة، إلى تغيير الرواية العامة لصالح الكيان الصهيوني وتهميش مبدأ العدوان.

التحديات التشغيلية واللوجستية في استعادة الأنشطة العلمية

وفقًا للرؤية المقدمة في تقرير مجلة "نيتشر"، كان من عواقب الهجمات الصاروخية الإيرانية الدقيقة الشلل المؤقت للعمليات العلمية في الأراضي المحتلة. كما أكد يعقوب حنا أن طلاب وباحثي المعهد اضطروا إلى حفظ العينات البيولوجية بموارد محدودة وفي ظروف طارئة. ومع ذلك، يُقرّ بأن إعادة بناء المختبر وإعادته إلى حالته السابقة قد تستغرق أكثر من ستة أشهر. يُمثّل هذا ضربةً لسمعة وبنية كيان يُقدّم نفسه كقوةٍ علميةٍ في المنطقة.

إلغاء مشاريع علمية مع جامعاتٍ أوروبيةٍ وأمريكية

في أعقاب الهجمات الصاروخية الأخيرة، أعلن معهد وايزمان أنه لا يُسمح بدخول الحرم الجامعي إلا للأفراد المُصرّح لهم وقوات الأمن، وأن جميع الأنشطة التعليمية والبحثية والإدارية قد عُلّقت حتى إشعارٍ آخر. لم يُؤدّ هذا التعليق الواسع النطاق إلى إغلاق الفصول الدراسية والمختبرات ومكاتب الأبحاث فحسب، بل أدّى أيضًا إلى تعليق أو إلغاء برامج المعهد الدولية، بما في ذلك المشاريع المشتركة مع جامعاتٍ أوروبيةٍ وأمريكية، والمؤتمرات، ومشاريع البحث متعددة التخصصات.

ووفقًا لتقارير منشورة، فقد تمّ أيضًا إيقاف عملية استقطاب الطلاب الدوليين، والمنح البحثية، وبرامج ما بعد الدكتوراه في المعهد؛ وهي مسألةٌ تتجاوز عواقبها مجرد تعطيلٍ مؤقتٍ للأنشطة، وقد تُؤدّي إلى تراجع التصنيف الدولي للمؤسسة، وانخفاض ثقة المجتمع العلمي العالمي. حذّر محللون من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى هجرة النخب العلمية، وانخفاض تمويل الأبحاث، وركود علمي على المستوى الاستراتيجي.

ووفقًا للعديد من الخبراء، تُعدّ هذه الأزمة دليلاً واضحًا على هشاشة البنية التحتية العلمية للكيان الصهيوني وضعفها أمام الإجراءات الرادعة والمستهدفة من جانب إيران.

تناقضات إعلامية ونقص في المعلومات الواضحة حول طبيعة الأهداف العلمية

بينما يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن الهجمات الإيرانية اقتصرت على استهداف أهداف علمية، يُشكك بعض المحللين في هذه الرواية؛ فمن جهة، حددت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مراكز علمية، مثل معهد وايزمان، كأهداف ذات صلة عسكرية، ومن جهة أخرى، لا تزال طبيعة بعض المشاريع البحثية في مجالات الأحياء والفيزياء النظرية في هذه المراكز محاطة بالغموض. ويشير غياب الشفافية في المعلومات في هذا الصدد بحد ذاته إلى نوع من الاستخدام المزدوج للمراكز العلمية لأغراض عسكرية من قبل للكيان الصهيوني.

لم تُغير الهجمات الانتقامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني التوازن العسكري والردع الإقليمي لصالح طهران فحسب، بل وجهت أيضًا ضربة موجعة لسمعة إسرائيل العلمية، وكان لها تأثير واسع في الأوساط العلمية والإعلامية حول العالم. وكان معهد وايزمان للعلوم، باعتباره أحد الركائز الأساسية للمصداقية العلمية للنظام الصهيوني، في قلب هذه الأضرار. لم يقتصر تدمير البنية التحتية الحيوية لهذا المعهد على تعطيل المشاريع البيولوجية والطبية المتقدمة فحسب، بل أدى أيضًا إلى توقف طويل الأمد لعملية التعاون الدولي، واستقطاب النخب، ومواصلة الأبحاث التي تُقدر بملايين الدولارات.

كما أثار هذا الحدث تساؤلات جدية لدى الرأي العام العالمي حول أمن العلم والتكنولوجيا في بلد ذي سياسات عدوانية. ويعتقد المحللون أن عواقب هذا الحادث لا تقتصر على الجانب المادي، بل قد تُلقي بظلال من الشك على ثقة المؤسسات العلمية العالمية في التعاون مع مؤسسات الكيان الصهيوني.

مشاركة المحتوى:

أضف تعليقا


تعليقات (0)

وظيفة مماثلة

المدعي العام الايراني یوجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العدوان على البلاد

المدعي العام الايراني یوجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العدوان على البلاد

أرسل المدعي العام بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، حجة الاسلام "محمد موحدي آزاد" رسالتین إلى االأمين العام...

إنجاز للخبراء الإيرانيين تصنيع أجهزة محمولة لتخطيط القلب بحجم بطاقة بنكية

إنجاز للخبراء الإيرانيين تصنيع أجهزة محمولة لتخطيط القلب بحجم بطاقة بنكية

تمكّن متخصصون في إحدى الشركات الإيرانية للتكنولوجيا الطبية من تصنيع أجهزة محمولة لتخطيط القلب منزليًا بحجم...

الإنجازات النووية السلمية الإيرانية "الجزء الأول" “الرينيوم-188”.. رمز نضج التكنولوجيا النووية الإيرانية في مجال الطب

الإنجازات النووية السلمية الإيرانية "الجزء الأول" “الرينيوم-188”.. رمز نضج التكنولوجيا النووية الإيرانية في مجال الطب

في سلسلة تقارير، نسعى إلى عرض جزء من الإنجازات النووية السلمية الإيرانية، إنجازات لا تقف عند حدود المعرفة...

الإنجازات النووية السلمية الإيرانية "الجزء الثاني" المُسرّع الليزري الإيراني.. ثورة في علاج السرطان واستكشاف الفضاء

الإنجازات النووية السلمية الإيرانية "الجزء الثاني" المُسرّع الليزري الإيراني.. ثورة في علاج السرطان واستكشاف الفضاء

في الجزء الثاني من هذه السلسلة، نُسلّط الضوء على أحدث حدود الابتكار العلمي الإيراني: "نظام تفاعل الليزر عالي...