في حديثها مع إحدى وسائل الإعلام البريطانية، تناولت شرمن، التي كانت المفاوضة الرئيسية في الاتفاق النووي لعام 2015، المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة والمطالب غير الممكنة التي تطرحها واشنطن على طهران. وأعربت عن دعمها للمفاوضات الحالية، قائلة: "أفضّل بالتأكيد اتفاقًا تم التفاوض عليه على خيار عسكري قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وحرب محتملة بين إيران والدول العربية".
وأضافت: "أنا سعيدة لأن الرئيس ترامب وستيف ويتكاف يعملان على التفاوض مع إيران. سيد عباس عراقجي شخص ذكي وصارم ويتقن اللغة الإنجليزية تمامًا".
وأشارت شرمن إلى أنه قد لا يتم الإعلان عن شيء سوى المبادئ العامة في الأيام المقبلة. كما انتقدت فشل ترامب في الوفاء بوعوده الانتخابية في السياسة الخارجية، مثل وعده بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة، قائلة: "هذا الأمر غير ممكن. المفاوضات الحالية صعبة للغاية وفنية".
وأكدت أن ترامب وفريقه المفاوض تحت ضغط كبير للتوصل إلى اتفاق مع إيران، حيث يطالب الكونغرس الأمريكي بإلغاء كامل للبرنامج النووي الإيراني، كما يتعرض الفريق الأمريكي لضغوط من إسرائيل التي تطالب مرارًا بالهجوم على إيران.
وأوضحت: "أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية قد يؤخر البرنامج النووي لمدة عام إلى ثلاث سنوات، لكن إيران ستستأنف برنامجها النووي بسرعة وبسرية. دعوني أكون صريحة؛ المعرفة لا يمكن قصفها".
وفيما يتعلق بإمكانية ضبط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل الولايات المتحدة، قالت: "كل شيء ممكن. نحن في عملية معقدة. يسعى نتنياهو إلى اتخاذ إجراءات ضد إيران، لكنه لا يمكنه القيام بذلك دون دعم الولايات المتحدة، حيث قال ترامب إنه لا يسعى إلى عمل عسكري ويطالب بتقليص الأنشطة العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم".
وأضافت: "ترامب، الذي كان يقول 'قاتلوا وانتصِروا'، يتراجع في العديد من المجالات العالمية. نشهد العديد من الاجتماعات بين ويتكاف وران ديرمر (وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي). كما كان الحال في عهد أوباما ووقت الاتفاق النووي، فإن إسرائيل على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة".
وأعربت شرمن عن أملها في أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق وأن لا نشهد حربًا. تأتي تصريحاتها حول استحالة تدمير المنشآت النووية الإيرانية وتعبيرها عن الأمل في التوصل إلى اتفاق جديد بين طهران وواشنطن في وقت أكد فيه الرئيس الأمريكي، مساء الجمعة، أن الولايات المتحدة "قريبة نسبيًا" من التوصل إلى اتفاق مع إيران.
وخلال حديثه مع الصحفيين في البيت الأبيض، قال ترامب: "أعتقد أننا قريبون من اتفاق مع إيران، وأعتقد أن هذا سيحدث في المستقبل القريب". وأعاد ترامب تكرار ادعاءاته السابقة، قائلًا: "إيران لا تريد أن تُدمر وتفضل التوصل إلى اتفاق؛ اتفاق سيحدث في المستقبل القريب. كما يجب على إيران ألا تمتلك سلاحًا نوويًا، وهذا أمر بسيط للغاية. سيكون من الجيد أن نتوصل إلى اتفاق مع إيران دون الحاجة إلى قصف المنطقة".
ومع ذلك، وعلى الرغم من ادعاءات الرئيس الأمريكي حول "قرب واشنطن من اتفاق مع طهران"، أكد وزير الخارجية الإيراني صباح السبت على "حق إيران في تخصيب اليورانيوم"، مشيرًا إلى أن ما تقوله الأطراف الأخرى حول عدم جواز تخصيب إيران هو نوع من الإملاء، وأنهم لا يمكنهم فرض إرادتهم على الشعب الإيراني من خلال الهيمنة، وهذا أمر لن يقبله الشعب الإيراني.
وأضاف عراقجي: "إن مسألة امتلاك سلاح نووي مرفوضة بالنسبة لنا، ونحن نتشارك معهم في هذا الأمر، على الرغم من أنهم في بعض الأحيان لم يلتزموا بتعهداتهم في نفي السلاح النووي، بل تصرفوا عكس ذلك". وأكد أن الأطراف الأخرى لا يمكنها حرمان الشعب الإيراني والأجيال القادمة من حقوقهم لمجرد مخاوفهم، وأن امتلاك الطاقة النووية السلمية هو حق مشروع لإيران.
أضف تعليقا
تعليقات (0)