"عمان" و"مسقط" تحظى هذه الأيام باهتمام ليس فقط من قبل الدبلوماسيين وخبراء السياسة الخارجية، بل وأيضا من قبل عامة الناس في إيران. والسبب في ذلك واضح؛ وهذه الدولة هي الوسيط في المحادثات غير المباشرة التي تجري بين إيران والولايات المتحدة، ويأمل الشعب أن تكون النتيجة رفع العقوبات وانفتاح نحو العالم.
وبالإضافة إلى دورها في الوساطة، استضافت سلطنة عمان أيضًا هذه المفاوضات في كل من مسقط وروما. وبما أن محادثات روما عقدت في مقر إقامة السفير العماني في إيطاليا، فإن هذه الدولة تعتبر في الواقع المضيف الرئيسي لمحادثات روما، وليس إيطاليا.
لقد كانت هذه الدولة، الواقعة على الحافة الجنوبية للخليج الفارسي، على عكس نظيراتها الأخرى التي كانت علاقاتها مع إيران متوترة في بعض الأحيان، جارة طيبة وذات النوايا الحسنة بالنسبة لنا منذ فترة طويلة. ورغم أن تاريخ هذه العلاقات الطيبة يعود إلى ما قبل الثورة الاسلامية، إلا أن عمق ونطاق هذه العلاقات ازدادا بشكل ملموس بعد الثورة، حتى أصبحت عُمان اليوم بمثابة صديق وشريك موثوق به للجمهورية الإسلامية.
بعد الثورة الاسلامية، وبينما كان العديد من جيران إيران، وخاصة الدول العربية، لا يزالون في خضم إعادة تعريف علاقاتهم مع النظام الجديد الذي وصل إلى السلطة في إيران، كان "يوسف بن علوي"، وزير خارجية عُمان آنذاك، من أوائل المسؤولين العرب الذين سافروا إلى إيران والتقوا وتحدثوا مع مفجر الثورة الإمام الخميني (رحمه الله). وفي الوقت الذي قطعت فيه العديد من الدول الغربية علاقاتها مع إيران، وافقت سلطنة عمان على حماية مصالح الجمهورية الإسلامية في دول مثل بريطانيا وكندا.
أضف تعليقا
تعليقات (0)