هل يشكل “غروسي” عقبة أمام الاتفاق النووي؟

منذ أول تصريحاته بشأن النشاط النووي الإيراني، يتخذ رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مكانه في ملعب الاتفاق النووي، لا كحكم، بل كلاعب وسط يظهر تعاونه الكامل مع الكيان الصهيوني للحيلولة دون التوصل إلى اتفاق كامل.
هكذا يصف موقع نورنيوز “رافاييل غروسي”، الذي أطل من جديد أمس الاثنين في لقاء مع قناة الـCNN الأمريكية، حيث طالب إيران بالتعاون الكامل مع الوكالة التي لا تريد توضيحات حول ما تزعم أنه “آثار لليورانيوم بمواقع غير معلن عنها” فحسب، بل تعدت ذلك إلى الرغبة بمعرفة “أسماء” و “أماكن” معينة.
و لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يزعم فيها “غروسي” تجاهل إيران لطلبات الوكالة، إذ كان قرر قبل شهرين رفع تقرير إلى الوكالة يدعي فيه عدم إجابة إيران على أسئلة خبرائها حول نشاطها النووي، الأمر الذي نفته طهران جملة و تفصيلا، خاصة بعد نصبها لأجهزة تصوير للوكالة في منشآتها النووية، ما يتيح لها مراقبة معظم تحركات العاملين فيها.
و لعل ما أثار الجانب الإيراني، تزامن ادعاءات “غروسي” في الفترة الماضية مع مزاعم للكيان الصهيوني بحيازته أدلة ضد النشاط الإيراني، الكيان الذي استضاف رئيس الوكالة قبيل تصريحاته التي عاد إليها أمس، أي في اليوم ذاته الذي تحدث فيه “يائير لابيد” عن عدم قبوله بالاتفاق النووي.
حكومة العدو التي تتهمها إيران بتخريب مواقعها النووية، اغتيال علمائها النوويين –آخرهم “محسن فخري زاده- و التجسس عليها، بصمت بالعشرة على هذه التهم بعد تلاحم تصريحات “لابيد” و “غروسي” التي تتردد في كل مرة يقترب فيها الإيرانيون من التوقيع على اتفاق نهائي، و هو ما دعى نورنيوز، الموقع المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي، بوصفه على أنه:” أشد العقبات أمام بلوغ المفاوضات نتيجةً ما”.