البحرية الايرانية: نسعى لتحقيق المزيد من المفاخر في العام الجاري
هل يتمكن عنكبوت مهرجان كان من تحمل الغضب الإيراني؟

كثيرة هي الأفلام المسيئة إلينا كمسلمين، و عديدة تلك التي تهاجم العرب و شعوب الشرق الأوسط، لكن أن يحصد فيلم جائزة مهرجان “كان” لجمعه بين إهانة رموز الإسلام و اتهام أحد الشعوب بالتوحش، فهذا نادر.
يلف عنكبوت “كان” الجديد خيوطه حول جائزة المهرجان السينمائي لهذا العام رغم تصويت المشاهدين ضده، حيث حصل على المرتبة الثانية لأسوء فيلم في المهرجان حسب مصادر إيرانية، ما يرجح فوز “العنكبوت المقدس” لأصوات النقاد، و اعتبارات سياسية بحتة.
و بالرغم من كسبه للجائزة، إلا أن أصداء اعتراض الإيرانيين- الشعب الذي هاجمه الفيلم- تسلقت من الشارع إلى الإعلام وصولا إلى السلطات، إذ أشارت مصادر محلية إلى تشجيب الإيرانيين للفيلم كونه لا يفتري على المجتمع الإيراني بالتعقيد و التحجر الديني فحسب، بل يضيف إليهم سمة التوحش و التسلسل في القتل، الأمر الذي يعد قليلا في إيران مقارنة بدول كالولايات المتحدة التي لا تعدم القتلة في معظم الأحيان، كـ”صامويل ليتل”، الرجل الذي اعترف بإراقة دماء 90 امرأة على الأقل، لكنه أودع السجن فحسب ليعيش فيه سبع سنوات قبل وفاته، فيما تمتاز إيران بإعدام القتلة، كـ”سعيد حنايي” بطل العنكبوت المقدس.
و لا تطال اتهامات الفيلم الإيرانيين فحسب، بل تتعداها إلى الرموز الدينية المحبوبة بين المسلمين السنة و الشيعة، ما فجر غضب الشعب و الحكومة، التي اقترح مسؤولوها اليوم مقاضاة مهرجان كان.
فالمهرجان الذي منح جائزته للفيلم باعتباره إيرانيا، أغفل نقطة أن الفيلم لا ينتمي إلى الإيرانيين في الداخل، و لم تمنحه الحكومة الإيرانية أي إذن، لا في التصوير، و لا في الإخراج أو حتى كتابة السيناريو، بل أن إنتاجه كان فرنسيا، بتصوير و تمثيل من المهاجرين الإيرانيين في الأردن.
كل هذا و أكثر، دعى المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران اليوم لاقتراح رفع دعوى قضائية من طرف وزارة الخارجية الإيرانية على مهرجان كان السينمائي، كما سمى المجلس الفيلم بـ”المخرب” و “صاحب الروح الصهيونية”.
فعل تستطيع خيوط العنكبوت حماية مهرجان كان في حال استجابت الخارجية الإيرانية للمطالبة الشعبية و المجلسية؟!