البحرية الايرانية: نسعى لتحقيق المزيد من المفاخر في العام الجاري
لما إحياء ذكرى تحرير آمرلي؟

سنوات أعجف من أبقار حلم الفرعون مرت على أبناء العراق، حين طعنت داعش بخناجرها حنجرة بلاد الرافدين، مرتكبة المجزار بدءا من سيطرتها على الموصل و حتى القضاء عليها عام 2017، العام الذي لم يكن ليصير مقبرة داعش لولا تأثيرات معركة آمرلي، و آمرلي هي مدينة تركمانية تحولت إلى هدف لعناصر داعش بعد سقوط جارتها في الغرب.. الموصل.
لم يكن دخول آمرلي نفسها سهلا على الدواعش نظرا لمقاومة أهلها، ففضل هؤلاء اقتحام القرى المحيطة بها و محاصرة المدينة، و كان لهم ذلك، حيث قطع التنظيم كل ما يمت بالعالم عن تركمن آمرلي، حتى الطعام و الماء، متسببين في كارثة إنسانية طالت 80 يوما.
بالطبع، لم يغب الطابع الطائفي عن تعلل داعش بمحاصرة المدينة الشيعية، لكن موقعها المتموضع في محافظة صلاح الدين، و قربها من الحدود الإيرانية بمسافة 100 كلم فقط يجعل من احتلالها أمرا في غاية الأهمية، حيث يمكنها أن تصبح مركزا لانطلاق العمليات الإرهابية إلى مختلف المدن العراقية و ربما الإيرانية أيضا.
و تدير الدنيا ظهرها لـ26000 نسمة يعانون تحت رحمة داعش، حيث وسائل العيش الضرورية باتت رفاهية بالنسبة لهم، الأمر الذي أسهم في صلابتهم بمواجهة التنظيم الإرهابي، حتى وصول الحشد الشعبي، بقيادة الشهيدين أبو مهدي المهندس و قاسم سليماني.
المفاجأة الكبرى كانت بدخول الشهيدين معا بالطائرة المروحية إلى آمرلي تحت جنح الظلام، ما أدهش الشباب التركمن و الدواعش على حد سواء ، فأولئك ارتفعت معنوياتهم، و هؤلاء هبطت إلى حد أنهم “جلسوا في أماكنهم محطمين”، وفق تصريحات أحد عناصر التنظيم.
أما القائدان، فقد أدارا عمليات مجابهة داعش من الداخل، كما نظما هجمات الحشد الشعبي من الخارج لتنكسر شوكة داعش و ينتهي الحصار أخيرا.
اليوم، تمر 8 سنين على تحرير آمرلي، و تحتفل المدينة بذكرى تحريرها، مع فارق أن قادة النصر لم يعودوا موجودين.

