لماذا صارت ترجمة المقاومة إرهابا؟ باقري كني يوضح

ألقى ” علي باقري كني”، مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية اليوم، كلمة في المؤتمر الدولي الرابع لحقوق الإنسان الأمريكية بطهران، و الذي يصادف ذكرى إغراق القوات البحرية الأمريكية للطائرة الإيرانية رقم 655 و قتل جميع ركابها المئتين و التسعين.
و قال “باقري كني” أن حقوق الإنسان اليوم ابتعدت عن مفهومها الأساسي، حيث امتزجت بالسياسة، الإعلام و الثقافة التي تسببت بـ”تناقص حقوق الإنسان على مر العقود السابقة”.
و أشار “كني” إلى تحوير الغرب و الولايات المتحدة حقوق الإنسان بما يتوافق مع مصالحهم، فـ”فقدان آلاف الأشخاص حياتهم بفلسطين و انهيار البنى التحتية و مقتل شعب اليمن لا يعد تعديا على حقوق الإنسان بنظر الغربيين، بل إنهم يلعبون دورا كبيرا في نقض حقوق هذه الشعوب بمساعدتهم المعتدين”.
و أضاف “باقري كني”:” لم يكن مقتل 500 ألف شخص في العراق مشكلة بما أنه يفي بتأمين مصالح أمريكا”، مؤكدا أن هذه الطريقة في التفكير تقع في مواجهة مع مدرسة الثورة الإسلامية التي “تعادل حياة إنسان بحيوات جميع البشر”.
و تطرق مساعد وزير الخارجية الإيرانية إلى ما سماه “حيلة الغرب في التلاعب بالأذهان” من حيث التغيير في القضايا حسب مصالحه، إذ تبدلت “المقاومة فأضحت إرهابا.. بينما المقاومة هي قتال المحتل، القتال لأجل الاستقلال و القتال لأجل المستقبل.. لكن النظام الاستبداد يترجم هذه المقاومة إلى إرهاب”.
و اعتبر “باقري كني” العقوبات الأمريكية الممارسة على إيران “ظالمة.. غير قانونية.. و تستهدف جميع الناس دون أن يقترفوا أي جريمة”، فيما تدعي واشنطن أنها تحارب الإرهاب بضغوطاتها و حقوقها التي تسيطر بها على الآخرين، وفق “كني”.
و عرض “كني” بالإعلام الغربي الذي يكبر قضية و يصغر أخرى لمحاربة الدول الأخرى قائلا:”إحدى الحيل التي قام بها الأمريكيون في جميع الحقب الماضية تقريبا .. هي إبراز قضية ما.. فيقولون لماذا قبض على هذا الشخص و لماذا عومل ذاك بهذه الطريقة، ثم يحولونها إلى قضية وطنية و إقليمية و دولية”، بيد أن هذا الإعلام لا يكشف عن تداعيات “تواجد الأمريكا لعشرين عاما في أفغانستان.. حيث تضاعف إنتاج المخدرات فيها 50 مرة”.
و شدد “باقري كني” أن اكتشاف الشعوب حقيقة استهانة واشنطن بحقوق الإنسان هي إحدى الأسس لأفول قوة أمريكا كما عبر سماحة الإمام علي الخامنئي، حيث أن الولايات المتحدة “ترى في مصالحها هي الأصل.. و ليس مصلحة شعبها بل مصلحة من بيدهم مقاليد السلطة و المسيطرين على الثروات”.
و صرح “كني” أن الطمع و طبيعة أمريكا المتكبرة “لا تعرف أي حد”، و هو ما لم يترك “أي شعب دون أن يتذوق طعم حقوق الإنسان الأمريكية المر”، المرارة التي ترفضها إيران المتمسكة بـ”الدفاع عن حقوق الشعب.. و الإنسان”، فتمثل ذلك بحفاظها على “حقوقها في النشاط النووي”.
و تذكر “باقري كني” الشهيد “قاسم سليماني” الذي روج للمقاومة في المنطقة للدفاع عن حقوق الأمم، و هو ما “استقاه من إمامي الثورة”.
و تأتي تصريحات كبير مفاوضي الفريق الإيراني بفيينا خلال عقد طهران للمؤتمر الدولي الرابع لحقوق الإنسان الأمريكية الذي شاركت فيه كبار الشخصيات المحلية و الأجنبية من 50 دولة اليوم.