لماذا سينجح الاستفتاء العام بتشكيل “فلسطين واحدة”؟

 لماذا سينجح الاستفتاء العام بتشكيل “فلسطين واحدة”؟

سبعون عاما من الاحتلال كانت أكثر من كافية لوصف الكيان الصهيوني بـ”أشد الأنظمة ظلما في التاريخ”، هكذا أعلن الرئيس الإيراني “السيد إبراهيم رئيسي” رأيه بالقضية الفلسطينية اليوم أمام العالم بالأمم المتحدة، ذات القضية التي يعاني شعبها محاصرته بأكبر سجن بشري جراء تطويق جيش حكومة الاحتلال لقطاع غزة الذي لا يتعدى 140.9 ميلا مربعا.
“مظلومية الشعب الفلسطيني” لا تنتهي هنا، فغصب الوطن تجاوز حتى حدود 1948 ليبقى الربع فقط للشعب الأصلي الذي بدأ يعاني أكثر منذ الإعلان عن صفقة القرن و توقيع اتفاقيات إبراهيم التي جاءت لفتح العيون على الخيانة العربية للقضية الأم.

منذ ذاك الحين فقط، خسر 559 فلسطينيا على الأقل حياتهم، سواء من شهداء الضفة الغربية أو القدس أو حتى فلسطينيي الداخل، فيما تجاوز عدد اللاجئين الست ملايين طرد معظمهم من بيوتهم بعد أن هدوها بأيديهم بإجبار القانون الصهيوني الذي ينص على دفع غرامة باهظة في حال لم يهدم الفلسطيني بيته بيده.
كل هذا و أكثر لم يكن أكثر من مجرد “سوء فهم بين شعبين” في قرارات الأمم المتحدة التي لم تقلل من التضاد بين الفلسطينيين و المستوطنين، حتى “حل الدولتين” لم يخفف من حدة “النزاع” الذي اقترحت له إيران حلا “تتهرب منه الدول الغربية”، وفق تصريحات الرئيس الإيراني اليوم.
لكن لماذا؟
بحسب الرئيس الإيراني، يكفي للتخلص من المعضلات الموجودة على الأراضي الفلسطينية إجراء استفتاء عام بين جميع الفلسطينيين من كافة الديانات، فقط “الفلسطينيون” يحق لهم المشاركة، سواء كانوا مسلمين، مسيحيين أم يهود، أما المستوطنون فلا مكان لهم في هذه المشاركة الشعبية.
مرة أخرى لماذا؟
تعبر كلمة الشعب عن مجموعة من الأفراد يعيشون في منطقة جغرافية واحدة تحت ظل حماية حكومة شرعية توفر لهم حقوقهم الثقافية، الاجتماعية و السياسية، منها الاستفتاء العام، لذا يعد الفلسطينيون أولى به من غيرهم، لأن حكومة الاحتلال ليست دولة شرعية بالمعايير السياسية، فحدودها الجغرافية ليست محددة بعد، كما أنها ليست مستقلة سياسيا، بل تعتمد في سياساتها الخارجية على الولايات المتحدة، خذ مثلا إعراب المسؤولين الصهاينة عن رغبتهم بشن حرب على إيران العام الماضي، الأمر الذي لم ينجحوا بتنفيذه بعد رفض واشنطن علنا لذلك.
الأدلة على “فلسطين الواحدة” أكثر من أن تحصى، و يتطلع كثيرون إلى عودتها لحدود 1948، لكن الفلسطينيين و دولا أخرى لا يريدون ذلك، ففلسطين لا تكون فلسطينا دون كامل حدودها الجغرافية قبل قدوم صبي أمريكا المدلل.

مقالات ذات صلة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *