فلسطين في قلب جدّة .. فجر عربي جديد

فلسطين في قلب جدّة .. فجر عربي جديد
بقلم: مصطفى سنقنقي
إيقاف الصراعات وإنهاء الخلافات ومصافحة وتعزيز تفاهمات وإرساء للعلاقات، مواقف متعددة سيذكرها التاريخ تحت عنوان “فجر عربي جديد”، هي المواقف الأخيرة التي سجلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتي ترسم خارطة لشرق أوسط جديد تحمل لبلدانه الأمن والاستقرار في وجه مخططات الغرب والاحتلال الإسرائيلي الذي لا ينفك بخلق صراعات مستمرة في المنطقة لغرض إبقاء التقسيم وتعميق الخلافات بما يصب في مصلحته.
بدأت مسيرة التحول نحو مستقبل شرق أوسط مشرق بعودة العلاقات بين طهران والرياض وحل الأزمة اليمنية وعودة العلاقات المعهودة بين سوريا والمملكة العربية السعودية، ويعتبر رفض بن سلمان طلب أمريكا التطبيع مع كيان الاحتلال حسب وسائل إعلامية أمريكية بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير الإسرائيلي.
“حان الوقت كي نفهم”
بالفم الملآن قالها ولي العهد بن سلمان خلال افتتاح القمة العربية الثانية والثلاثين في مدينة جدة: “القضية الفلسطينية كانت ولا زالت قضية العرب المحورية“، عقبها تحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن أن المملكة العربية السعودية لا تريد التطبيع مع الكيان المحتل، وأنه “حان الوقت كي نفهم الإشارة”.
ويتعاظم خوف الكيان الصهويني مع زيادة التقارب الإيراني السعودي وتعزيز التفاهمات الاقتصادية بين البلدين، بالإضافة لاقتراب طهران من خلق تفاهم استراتيجي جديد مع جمهورية مصر والتي يرى فيها الإسرائيلي تهديدا لأمنه.
المخاوف ترجمت على لسان الرئيس السابق للاستخبارات العسكريةللاحتلال اللواء تامير هايمن حيث يرى أن ازدياد التعاون السعودي مع إيران ودول المنطقة ستزيد من الفجوة بين الكيان ودول الخليج، وأنه سيأتي زمان يُطلب من اسرائيل أن ترضخ وتقبل الواقع الجديد بصمت.
حرب الخمس سنوات السعودية
بدأ ولي العهد السعودي حربا حضارية لبناء شرق أوسط يكون بمثابة أوروبا الجديدة، وأن الأعوام المقبلة ستحمل التغيير لدول المنطقة ومع تعزيز التعاون والتفاهم فيما بينها ستتجه دول العالم كلها نحو الشرق الأوسط، مؤكدا أنها “حرب السعوديين” وحربه التي يقودها شخصيا لينقل الشرق الأوسط لمصاف العالم.
مما لا شك فيه أن النفوذ الأمريكي في المنطقة بدء بالتراجع خاصة مع فشل مشاريعه في المنطقة، وأن النفوذ الصيني والروسي بات مواز للمحور الغربي ويخشاه الأمريكي، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعمل على تحسين الرابط الاقتصادي والأمني مع دول العالم كما أنها استطاعت بناء تحالفات جديدة وعبرت نحو العالم العربي عبر الجسر السعودي، وفي ذات الوقت عودة سوريا للحضن العربي كلها مؤشرات على تعاظم محور المقاومة، وربما يتساءل البعض هل يمكن للمملكة العربية السعودية أن تكون عراب هذا المحور في السنوات الخمس المقبلة، ونشهد زوال هذا الكيان السرطاني بدعم عربي سعودي إيراني؟ المستقبل وحده كفيل بالإجابة.