*فصل الخطاب .. إعلان النصر أم إعلان الحرب حتى النصر*

مصطفى سنقنقي – إيران بالعربية
ثلاثة أيام، هي الفاصل بين فيديو الثلاثة عشر ثانية وفصل الخطاب من الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الذي أعلن موعده في الساعة الثالثة من اليوم الثالث لشهر نوفمبر 2023، والعالم كلّه يترقب مالذي سيحمله هذا الخطاب من مفاجآت، هل سيكون إعلاناً للحرب، أم إعلاناً للنصر ؟!
منذ بدء عملية طوفان الأقصى توجهت الأنظار نحو الجنوب اللبناني، بانتظار تصريح أو موقف أو بيان لسماحة السيد، لكن الصمت كان سيد الموقف، لكن الفعل كان بالصوت القوي المدوي.
المقاومة الإسلامية في لبنان لم تقف مكتوفة الأيدي، بل عملت على ضرب المواقع العسكرية الصهيونية في الشمال الفلسطيني المحتل بأكثر من 100 استهداف تمركزت على أجهزة رادار العدو وكاميراته ومنظومات اتصالاته ومنظوماته الاستخباراتية وكبّده خسائر بشرية 120 بيت قتيل وجريح.
هذه الخطوات الدقيقة والمحسوبة جعلت العدو متأهبا لساعة صفر قد تقودها فرق حزب الله المدربة جيدا على اقتحام الشمال الفلسطيني المحتل وتحريره من براثن الصهيونية.
الأمين العام قالها سابقا وكررها على مسامع العالم أجمع في مناسبات عدة أن الحرب المقبلة مع الكيان المحتل ستكبده خسائر فادحة جدا ستؤدي به إلى التفكك والزوال.
الجهات المعادية داخليا وخارجيا لمحور المقاومة حاولت الضغط عبر أبواقها الإعلامية على الحزب كي لا ينخرط في المعركة القائمة على أرض غزة، متناسين أن سبب وجوده وتأسيسه هو الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني المحتل وعدم التفريط بذرة تراب من أرض فلسطين.
*تهدئة أم تصعيد !*
اتبع العدو سياسة الأرض المحروقة واستعد للدخول البري لكن باء بالفشل وتكاثرت التصريحات المبطنة للإسرائيلي بالحديث عن التضحيات وأن القضاء على المقاومة له ثمن كبير.
الأمر الذي دفع جمهور المحول للتكهن بانجاز كبير لصالح الفصائل المقاومة، ربما تقلب المعادلة وتضاف ورقة ضغط جديدة ليد المقاومة الفلسطينية إلى جانب ورقة الأسرى.
من هنا يتوقع البعض أن الإعلان عن هذه المستجدات سيكون على لسان السيد نصر الله، وبمثابة صفعة لجيش الاحتلال وحكومته، ستجبره على وقف العملية العسكرية وبالتالي يكون إعلان النصر.
وفي السياق ذاته كثرت المطالب الأمريكية لتهدئة حزب الله والحيلولة دون دخوله ساحة المعركة وتوسيع رقعة الحرب، والصمت الذي يمارسه سماحة السيد أربك العدو الذي يعي أن دخول حزب الله سيغير المعادلة على الأرض.
الأمريكي منذ لحظة وصول أساطيله شرق المتوسط، هدد أنه سيرد ويدافع عن الكيان المحتل في حال تدخل أي جهة خارجية، ما يؤكد أن دخول حزب الله على الساحة سيوسع رقعة المواجهة.
يرى بعض المحللين أن فاصل الثلاثة أيام بين الإعلان عن كلمة الأمين العام وموعد الخطاب هو بمثابة مهلة للأمريكي لوقف العملية البرية على غزة والوصول لوقف إطلاق نار وتحقيق المطالب الفلسطينية المحقة. وإلا سيدخل ساحة المواجهة من بابها العريض ليفرض كلمته بقوة السلاح.
*عزيز يا يمن*
مع وصول القوات الأمريكية للمنطقة سارع محور المقاومة بالإعالن عن جهوزيته لدخول ساحة المعركة في حال توسعت الرقعة برسائل صاروخية استهدف فيها قاعدة عين الأسد في العراق وقاعدة كونيكو الذي يحوي ما يقارب 50 عسكريا أمريكيا في سوريا.
لكن الرسالة الأقوى من أفراد المحور كانت من اليمن الذي خرج مؤخرا من ساحة المعركة ليعود إليها مجددا، حيث استهدف بصواريخه البالستية والمجنحة العمق الإسرائيلي مؤكداً أنه لن يقف مكتوف الأيدي في ظل القصف الهمجي العشوائي الذي يمارسه الصهويني على المدنيين الفلسطينيين.
وأعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أن القوات اليمنية ستبقى مستمرة في ضرباتها الصاروخية حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي.
*الموقف الإيراني*
أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها تحمل القضية الفلسطينية في قلبها وعلى عاتقها، وليس اسم فلسطين مجرد لقلقة على اللسان كما ثبُت عند الكثير من الجهات العربية والإسلامية.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سارعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي للفلسطينيين. زيارات عدة قام بها وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى دول الجوار ودول الحلفاء ولقاءات من أجل إيقاف العدوان الصهيوني وإيجاد حل سياسي يضمن كامل الحقوق الفلسطينية.
فالجمهورية الإسلامية لا تريد توسيع رقعة الحرب وترفض رفضا قاطعا تهجير الفلسطينيين التي يريد العدو الإسرائيلي تطبيقها في غزة، وتقف في وجه الهجمات الغواغائية بوجه الشعب الأعزل.
لكن في حال استمرت الإبادة الجماعية في غزة لن تقف إيران مكتوفة الأيدي، ولن تسلم الولايات المتحدة من الحريق الناشب في أرض فلسطين.
باب التوقعات والحسابات والتحليلات مفتوح حتى الساعة الثالثة من يوم الجمعة، ويمكن لما تبقى من الوقت أن يحمل مفاجآت ترغم الإسرائيلي على الرضوخ أو ربما يتم التصعيد لأعلى درجة ليكون العدو قد حقق ما يرجو من دمار قبل أن يرضخ.
وفي الحالتان لن يخرج هذا العدو إلا وقد اكتسى بلباس الخيبة والفشل، وعلى أقل تقدير لن يكون هناك مستقبل لحكومة نتنياهو في حال تبقى لها القليل من الوقت قبل الزوال.