سين السمنو.. شفاء و طعم لا ينسى

 سين السمنو.. شفاء و طعم لا ينسى

تطل علينا السينات السبع من سفرة النيروز كل عام، بألوانها المتنوعة و رموزها المختلفة، حيث تنفرد كل سين بميزة لا تحملها أختها على السفرة التي يفرشها الإيرانيون اليوم احتفالا بقدوم الربيع و بدء سنة جديدة على التقويم الشمسي، و قرن جديد من التاريخ الفارسي.

و يعود تاريخ السمنو إلى حقب سحيقة في التاريخ الإيراني، و تحديدا إلى زمن حكم الديانة الزرادشتية لبلاد فارس، حيث آمن معتنقوها آنذاك بامتلاك جميع مخلوقات الله للروح أو “فروهر”، و التي تبقى بعد الموت إلى جوار خالقها، و من هذا المنطلق، أدرج الإيرانيون السمنو كرمز للقوة، الصبر، العدالة و جوهر الحياة على مائدة السبع سينات، فيما تذكر طريقة طبخها الصعبة آكليها أن على الإنسان التغلب على معضلات الدنيا و الحفاظ على نفسه بصلابة و اعتزاز.

و يتسائل مستذوقو السمنو الأجانب عن سر حلاوته الشديدة، لكن ليس عليك أن تخشاه إن كنت من مقاطعي السكر، فهو يطبخ دون سكر أصلا!! حيث يعود السر في طعمه الحلو إلى طبخ عشبة القمح، و التي تحضر أربعة أيام قبل طبخها على نار هادئة ليوم كامل بليلته، لتكون الحصيلة طبقنا بشكل هلامي و لون بني غامق.

فائدة السمنو لا تقتصر على فسلفته فقط، بل تتعداها إلى خواص شفائية عديدة، فهو حار الطبع، و يحوي فيتامنيات كثيرة منها  K-E-A و فريق فيتامينات B1،B3،B5،B8  و B12 المعروفة بتأثيرها الإيجابي على نضارة الجلد و صحة الشعر، كما أن تشبعها بالكاليسيوم و البوتاسيوم جعلها مقويا للعظام و مانعا لهشاشتها، و هو المرض الذي يصيب ثلث النساء بعد تخطيهن سن الخمسين، فيما يعاني منه مليونا رجل و 8 مليون امرأة في الولايات المتحدة فقط، حسب دراسة لكلية هارفارد الطبية قبل عامين.

و يعد أكل السمنو باعتدال، سببا كافيا للتقليل من فرص الإصابة بالسرطان، كما يقدمه الإيرانيون للحوامل و المرضعات لاستدرار الحليب، تقوية الأعصاب و زيادة الذكاء لدى الجنين أو الرضيع.

تبقى سين السمنو جميلة الرائحة دوما على السفرة الإيرانية، و يظل عطرها فائحا في النوروز مذكرا الإنسان بضرورة انتهاج العدالة حتى مع جسمه، ليطوي الحياة بصحة و سلامة، و روح تتخطى الصعاب كما يفعل السمنو.

مقالات ذات صلة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *