رضا علي پور: بطل في مواجهة الفيضان

 رضا علي پور: بطل في مواجهة الفيضان

تتقلب الطبيعة دوما و لا تثبت على حال، فمن مسالمة إلى متوحشة و العكس صحيح، كذلك كان نهر مدينة شيراز الجمعة الفائتة، حيث جرف كل ما أمامه من حجر، شجر و بشر، مخلفا وراءه 21 قتيلا، لكن هذا العدد كان يمكن أن يفوق السبعين لولا تدخل شباب منطقة استهبان.

الحكاية تبدأ بالطبيعة نفسها، إذ لجأ سكان استهبان و سياح شيراز إلى ضفاف نهرها يوم الجمعة المنصرم طلبا للهواء العليل و الهدوء الذي كسرته أمواج النهر المتلاطمة، دون أن ينتبه لها أحد غير الشاب “رضا علي پور”.

و بمشاهدته للسيل، ركب “رضا” مع أصدقائه دراجاتهم النارية لتحذير المتجمعين على ضفاف النهر، التحذير الذي لم يصدقه السياح بتاتا، فأي سیل و الجو صحو؟ و أي فيضان و الشمس حارقة؟!

إعراض المسافرين عن هتافات “رضا” التحذيرية لم يبعده عنهم، بل زادته إصرارا على إنقاذهم، فبدأ برشقهم بالحجارة و تحطيم سياراتهم أملا بإغضابهم، و هو ما حدث فعلا، إذ لاحقه المتجمهرون حول النهر إلى المرتفعات، قبل أن يفطنوا إلى أن المكان الذي كانوا فيه قبل لحظات صار إحدى محطات أمواج الفيضان.

حكاية “رضا” الذي قطع عدة كيلومترات لإنجاد غيره من الناس ليست جديدة على الإيرانيين، حيث يضمها الجمهور الإيراني اليوم إلى ملف قصص “ريز علي خواجي”، البطل الوطني الذي أنقذ راكبي قطار كامل من الموت في ستينيات القرن الماضي، ليعود شباب الألفية الجديدة إلى تكرار ما فعله بأوجه مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *