خرافات و أساطير إيرانية: آل أو التابعة

تشترك شعوب العالم في الخوف على الأم خاصة حديثة الولادة، و تتعدد الثقافات في طريقة رعايتها، ففي الدول العربية تبقى أم الوالد بالقرب منها حتى أربعين يوما لخدمتها و مراقبة طفلها الرضيع، أما في أقصى الغرب و تحديدا الهنود الحمر، فيستلقي الرجل بدلا عن زوجته لئلا تأتي العفريتة و تقتلها أو تسرق طفلهما!
ينضم الإيرانيون في هذا المعتقد إلى سكان أمريكا الأصيليين و أهل الخليج الفارسي، حيث يعتقد هؤلاء بوجود كائن شيطاني أو (جني) يدعى التابعة يؤذي الأم و طفلها، فيما يطلق عليه التراث الإيراني اسم “آل” أي ” المرأة الحمراء”.
يأتي وصف آل مشابها لما جاء في الموروث الشعبي العربي، فهو أنثى جان أو شيطانة، بقامة طويلة و جسد شديد الضعف، و تزور الحوامل أو الأمهات اللائي وضعن أبنائهن توا بهدف أذيتهن أو حتى قتل أبنائهن، حيث تتفق معظم النساء على رؤيتها و لو مرة أثناء فترة النفاس ما يسبب لهن رعبا شديدا سرعانما انتشر ليصبح ضمن الخرافات الشعبية.
و لمواجهة “آل” يعمد الإيرانيون للاستعانة بأداة حادة، إذ يعلقونها فوق رأس الرضيع لحمايته من التابعة التي تخشى كل ما هو معدني و حاد، فيما تضع بعض العائلات الإيرانية المسامير حول الأم و طفلها، و تبقى أسرتها بجانبها حتى ستة أيام.
أما علميا، فآل لا تعدو أن تكون أسطورة من وحي القلق الذي يصاحب الأمهات منذ بدء حملهن حتى ما بعد الولادة، ما يصيبهن بالتعب و الإرهاق فيبدأن برؤية هذه الصور، فيما يرجع موقع “الصحفيون الشباب” الإيراني السبب في ذلك إلى انتشار الأمراض بإيران خلال منتصف القرن الماضي، ما أدى إلى تضاعف عدد الوفيات بين المرضعات و أولادهن و ظهور “آلآ تبعا لذلك.
لا تقتصر أساطير الرعب على التابعة وحدها، فالتراث الإيراني غني بالشياطين و الوحوش، لكن تظل “آل” كابوس الأمهات الإيرانيات حتى يومنا هذا، وسط دعوات من المتدينين و المثقفين برميها في ألبوم قصص الجدات.