خبير ايراني: نتائج زيارة الأسد جرس إنذار للكيان الصهيوني

أظهرت زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران مرة اخرى اهمية هذه العلاقات الاستراتيجية وكذلك أهمية القضايا الاقليمية في العلاقات بين البلدين
وفي هذا السياق يقول الخبير في القضايا الدولية سعدالله زارعي ان لهذه الزيارة رسالة هامة موجهة الى الكيان الصهيوني لأن سوريا هي رأس المواجهة العربية مع كيان الاحتلال الصهيوني المؤقت، كما تبعث هذه الزيارة ايضا برسائل دعم واسناد هامة للمقاومة الفلسطينية، بالاضافة الى ما تم التداول خلال هذه الزيارة مع المسؤولين الايرانيين حول كيفية تفعيل القدرات الوطنية السورية لاعادة الاعمار بعد الحرب.
ويضيف زارعي في مقابلة صحفية بهذا الصدد ان أهم ما في هذه الزيارة هو التأكيد والتركيز على القضايا الاقليمية وهذا يظهر استراتيجية العلاقات بين ايران وسوريا، فالرئيس السوري زار ايران لمرتين خلال 3 أعوام وكذلك قام المسؤولون الايرانيون بزيارات الى سوريا وهذا يدل على المستوى الاستراتيجي للعلاقات الثنائية ويؤكد خلافا لما تشيعه بعض وسائل الاعلام المأجورة ان العلاقات الايرانية السورية مازالت تسير في المستوى الاستراتيجي المرسوم لها.
اما القضية الأخرى التي تم التباحث بشأنها خلال هذه الزيارة هي قضية اعادة اعمار سوريا والتي أشار اليها سماحة قائد الثورة الاسلامية والرئيس السوري ايضا، ويمكن القول ان احدى القضايا المطروحة في هذا المجال هي الاستفادة من الامكانيات الوطنية السورية لاعادة الاعمار مع اعطاء الاولوية لمشاركة ايران اذا كان هناك حاجة لدور خارجي ويزيد من الاواصر الاقتصادية بين ايران وسوريا ويزيد من امكانية التواصل مع العمق السوري وساحل البحر الابيض المتوسط.
وردا على سؤال بشأن ما دار الحديث حوله في لقاءات الاسد في طهران بضرورة الاستفادة من الماضي في رسم خطوط المستقبل وما يعني ذلك ازاء الدول التي كان لها دور سلبي في الازمة السورية والان تبحث عن تحسين علاقاتها مع دمشق، قال الخبير سعدالله زارعي: عندما تقف دولة ما الى جانب الاخرى في الظروف الحالكة وتدفع ثمن هذا الوقوف فلهذا دور هام وأساسي في الظروف التي تلي انتهاء الازمة، اذا بادرت دولة ما الى توظيف جميع امكانياته الاقتصادية والسياسية والعسكرية والامنية لمساعدة الدولة الأخرى فلا يمكن عندها وضع الثقة في الآخرين الذين خلقوا المشاكل للدولة المتضررة من الحرب وزادوا من محنتها لان هؤلاء سيتخلون عنك فور حصول أية تطورات تناسب مصالحهم، وقد راينا اداء الفرنسيين في ايران مثلا، فهؤلاء ورغم الربح الاقتصادي الوفير الذي كانوا يجنونه من العمل في ايران بعد ابرام الاتفاق النووي اخلوا بالتزاماتهم بمجرد ان شعروا بان الاتفاق النووي اصبح في مهب الريح وان ترامب سينسحب منه، ان الاعتماد على الفرنسيين مثلا في زمن السلام ليس منطقيا فبمجرد ان تقتضي مصالحم ان يتخلون عنك فانهم لا يتريثون في ذلك، وهذا ما اشار اليه سماحة قائد الثورة الاسلامية ايضا بان هناك دول يمكن ان يتحدثوا عن توظيف اموال مثل الامارات التي قام مسؤوليها بزيارات واستقبلوا زائرين او يمكن ان يتحدث القطريون ايضا مثلهم، لكن كلام قائد الثورة الاسلامية يشير بان من اصطفوا في مواجهة سوريا في زمن الازمة لايمكنهم ان يكونوا شركاء صادقين في زمن السلام وهذا مبدأ عقلائي وديني أشار اليه سماحة قائد الثورة.