العسل الأمريكي السام.. الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات جديدة

 العسل الأمريكي السام.. الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات جديدة

قبل أيام فقط، كانت سحابة الصيف الأمريكية تظلل الاتفاق النووي مع إيران، حيث وعدت الأخيرة برفع العقوبات عنها إن هي نفذت لها رغباتها، فلما جد الجد، انقشعت الغمامة البيضاء و عادت إلى كونها غيوما سوداء.. لكن دون مطر.

لم تكتف واشنطن بالعدول عن وعدها بشطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب لديها، بل عمدت وزارة خزانتها قبل قليل إلى الإعلان عن فرضها عقوبات اقتصادية على “محمد علي حسيني”، المتهم عندها بمساندة برنامج الصواريخ الباليستية لدى الحرس، و ذلك عن طريق تشكيل شركات انترنت شملت مصانع ساينا دليجان، سنات دليجان و سايه بان سبهر دليجان، لتصدر أمرا بتجميد حساباتها المتواجدة في الولايات المتحدة الأمريكية أو تلك التي يمكن أن تصل إليها أيديها حول العالم.

التصعيد الأمريكي لم يكن مفاجئا لمتابعي الملف النووي الإيراني، و لا حتى تغيير رأيها حول إلغاء العقوبات عن إيران، فما تفعله حكومة بايدن اليوم لا يختلف عما اقترفه ترامب، بل أن كلاهما وجهان لعملة لم تسع طهران حتى لالتقاطها من الأرض، ناهيك عن الوثوق بلمعانها، فلطالما صرح المسؤولون الإيرانيون و أولهم سماحة الإمام “علي الخامنئي” بعدم اعتمادهم على العهود الأمريكية، و هو قرار لا تشوبه شائبة نظرا لتاريخها الأسود مع إيران، فهي التي دعمت انقلاب 1953 العسكري ضد حكومة مصدق، و هي التي دعمت جهاز السافاك و الشاه حتى سقوطهما، ناهيك عن تحويلها سفارتها إلى عش للتجسس على الثورة الإسلامية قبل إغلاقها، كما كانت من أسائت للشاه حين فراره من بلاده بعد عمر من خدمتها، و لا ننسى إعمالها العقوبات منذ فجر انتصار الثورة تقريبا حتى إمضائها الاتفاق النووي عام 2015 ثم انسحابها منه فجأة في 2018 و مضاعفتها العقوبات التي كان يجب رفعها، لكن لما العقوبات الجديدة الآن؟

 بحسب الخزانة الأمريكية، فقرارها الأخير يعود إلى الضربات الإيرانية في أربيل و مثيلتها اليمنية على كل من السعودية و الإمارات، و بالرغم من المعرفة بتغلغل الحقد الأمريكي على الحرس و أنصار الله لتعويقهم خطة الشرق الأوسط الجديد، فإن ما قالته الخزانة ليس كل السبب، فالمفاوضات النووية تسير في خطى حثيثة نحو اتفاق نهائي، بل أن أوراقه جاهزة على الطاولة كما تصرح المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، و كل ما تبقى كان وفاء أمريكا بعهودها لإيران، لكنها أبت إلا محاولة بث النزاع في الداخل الإيراني بمعاقبتها الحرس و الأشخاص المرتبطين به، خاصة بعد تحديد “عبداللهيان” الحرس الثوري ضمن حدود بلاده الحمراء و اشتراطه إسقاط العقوبات عنه مع غيره من المؤسسات و الاقتصاد، فجاء الاستفزاز الواشنطني للحكومة الإيرانية تصويرا للداخل الإيراني و الدول الأجنبية على أن الحرس يمثل المانع الأساسي لإكمال المفاوضات، فضلا عن تلبيتها الرغبة الصهيونية بعدم الموافقة على الملف النووي الإيراني، و الذي يشكل تهديدا للسلام بحسب القمة السداسية بصحراء النقب.

استمرار الأمريكي بنقض العهود ليس جديدا كما قلنا، إلا أنه أنهى واجهة عاصمة الغرب البراقة لدى الصديق و العدو، و تبقى الأيام تؤكد للإيرانيين صحة قرارهم بعدم تذوق العسل الأمريكي السام أو حتى انتظار إنتاجه، و الذي بدأ يودي بامبراطورية الزنابير في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

فاطمة آل يعقوب

مقالات ذات صلة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *