السعودية والتضامن مع ألبانيا أمام ايران … ورقة تفاوضية ضعيفة

متابعات/إيران بالعربية
بعد ان أعلنت البانيا قبل ايام قليلة، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران على خلفية تعرضها لهجوم سيبراني عطل نشاطات الحكومة هناك، واتهام ايران بشنها واعلان الدعم الاميركي والتهليل الصهيوني صدر بيان للخارجية السعودية أكدت فيه: “دعمها وتضامنها مع جمهورية ألبانيا فيما اتخذته من إجراءات لحماية أمنها السيبراني، على حد وصف البيان.
وشددت الخارجية السعودية على “أهمية تعزيز وتنسيق الجهود الدولية للمحافظة على السلم في الفضاء السيبراني، وتطوير القدرات المتخصصة لضمان استمرار الجهود في التصدي للتهديدات السيبرانية، واتخاذ الإجراءات الحاسمة لمكافحة هذه التهديدات، حسب البيان السعودي.
اما في طهران عندما سئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني اثناء مؤتمره الصحفي الذي عقد يوم الاثنين عن موقف طهران ازاء البيان السعودي، أتى كنعاني في رده الذي تضمن عبارات دبلوماسية عامة بمعظمه، على ذكر مسالة المفاوضات بين طهران والرياض لاستئناف العلاقات، قائلا “إن دول المنطقة بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لتعزيز السلام والاستقرار والهدوء في المنطقة” و”إن تبني سياسات غير بناءة وغير مبدئية في مسار المفاوضات ليس مفيدًا”.
الصحفي الذي وجه السؤال الى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ضمّن سؤاله ايضا، اشارة الى قضية الحاج الايراني المعتقل في السعودية والذي لم تفرج عنه الرياض منذ اعتقاله اثناء موسم الحج لهذا العام، من دون ارتكابه لاي ذنب سوى انه التقط صورة عند الكعبة المشرفة، وهذا الامر اصبح اعتياديا بين الحجاج وحتى ان هناك بعض عناصر الشرطة السعودية الذين يقومون بالتقاط الصور للحجاج ولا يرفضون الطلب بذلك.
وفي الحقيقة ان قيام الرياض بالتحشد لالبانيا (رغم ضآلة حجم وتأثير البانيا على الساحة الدولية) يطرح عدة تساؤلات في خضم جولات التفاوض بين الايرانيين والسعوديين والتي جرت في بغداد ، وخاصة بعد الطلب الشخصي لولي العهد السعودي من رئيس الوزراء العراقي بترتيب لقاء بين وزيري الخارجية السعودي والايراني في الرياض ، وذلك ابان زيارة جو بايدن الى جدة ومشاركة عدد من المسؤولين العرب في الاجتماع الذي عقد هناك.
ومن جملة هذه التساؤلات، هل ان السعودية تخشى وقوع هجوم سيبراني مماثل ضدها تشنها جماعات وحركات مناوئة للرياض في المنطقة (وما اكثرها بسبب السياسات العدائية للنظام السعودي) ؟ ، علما بان هذه الجهات المهاجمة أثبتت خطورتها وبراعتها في الحاق الاذى سيبرانيا حتى بالكيان الصهيوني.
ومن جملة التساؤلات ايضا، هل ان قيام الرياض بمد جسور العلاقات مع زمرة “خلق” الارهابية المناوئة لايران، والتي تستضيفها ألبانيا على أراضيها اثر طردهم من العراق بعد سقوط نظام صدام، ودعم الرياض لهؤلاء الارهابيين بالمال والامكانيات، تعتبره الرياض بمثابة ورقة بيدها أمام ايران ؟
والسؤال الآخر هو حول مصير الحاج الايراني البريء المحتجز في السعودية منذ شهور والذي حاولت ايران اقناع السعودية بالافراج عنه عبر الطرق السلمية الدبلوماسية وقنوات تواصل عراقية وعمانية وغيرها، فهل تظن الرياض ان باستطاعتها ايضا ان تعبث بمصير هذا الحاج دون اثارة رد من الجانب الايراني ؟ وقد شاهدت السعودية كيف تفعل ايران بالدول الغربية التي تحتجز مواطنين ايرانيين ابرياء، أو دول كبرى وغير كبرى تدخل لعبة احتجاز سفن وأخذ رهائن مع ايران .
ان قيام المتحدث بأسم وزارة الخارجية الايرانية بالاشارة الى موضوع المفاوضات بين طهران والرياض، عند رده على سؤال حول موقف طهران من تضامن السعودية مع ألبانيا وقضية الحاج الايراني المحتجز، ربما يظهر بان طهران تعتبر حتى الان (على الاقل وبشكل رسمي) بأن السعودية تبحث عن جمع اوراق تفاوضية لرفع رصيدها على طاولة المفاوضات مع ايران، بعد ان أفلس اليمنيون النظام السعودي افلاسا على جميع الصعد.
ان النظر في العبارات الدبلوماسية التي استخدمها كنعاني في معرض تطرقه الى هذه القضايا وتأكيده على ضرورة اتخاذ إجراءات لتعزيز السلام والاستقرار والهدوء في المنطقة وابداء الاهتمام باستتباب الاستقرار والعمل لخلق ظروف افضل بالمنطقة، واستعداد طهران للحوار لصالح جميع دول المنطقة، وكذلك تأكيده على طريق التعامل والنهج البناء والوعد بالخطوات البناءة أمام أي عمل وخطوة بناءة، يوصلنا الى نتيجة مفادها بأن ايران تتبع الحكمة والحلم في تعاملها وتدعو الآخرين ايضا الى الحكمة والنهج البناء، لكن ومن جهة مقابلة ايضا، يظهر بأن ايران لا تعطي هذه القضايا أكثر من حجمها وهو في الحقيقة حجم ضئيل جدا وأوراق تفاوضية ضعيفة وهزيلة لا ترتقي الى ما هو في يد ايران.
بقلم: فريد عبدالله