السعودية.. نزع أسباب التصعيد أم زيادته؟

يشهد العالم اليوم توتر شديدا في أجوائه السياسية الملتهبة، و يرى محللون أن ذعر سكان دول الشرق و الغرب ناجم عن دق طبول الحرب بين روسيا و أوكرانيا، بالرغم من ظهور شبحها في الشرق الأوسط، حيث تفرض دول الخليج عدوانا على اليمن منذ 2015، ليتمثل رد الأخيرة في هجمات دائمة على المراكز الحساسة في قلب أراضي الدول المشاركة بالحرب، منها حملتها الأخيرة على مطار أبها شرقي السعودية، و التي دفعت بايدن للاتصال على العاهل السعودي لطمأنته، حيث بادر الأخير اليوم لعقد اجتماع لمجلس الوزراء بقصر اليمامة بالرياض، ثمن فيه “ما أبداه ..جو بايدن.. من التزام بلاده بدعم المملكة”.
و خلال الاجتماع، ادعى مجلس الوزراء السعودي محاولة إيران حيازة “السلاح النووي” رغم تأكيد الأخيرة مرارا منافاة أساس صنع الأسلحة النووية مع تعاليمها الشرعية و فلسفتها الإنسانية، و هو ما تجلى في فتوى قائد الثورة الإسلامية الإمام “علي الخامنئي” بتحريم إنتاج هذه الأسلحة.
و بغض طرفه عن الحرب المفروضة على اليمن، زعم مجلس الوزراء السعودي امتلاك إيران لما وصفه بـ”أذرع” لـ”أنشطة هدامة”، حيث دعى إلى “نزع أسباب التصعيد في المنطقة”.
خطاب المجلس لم يمر دون استنكار وسائل الإعلام الإيرانية، حيث نشرت وكالة “إرنا” اليوم مقالا أشارت فيه إلى شن السعودية حربا على اليمن بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية و “ارتكابها جرائم في اليمن إضافة إلى تدخلها في العراق و سوريا و لبنان”، و هو ما يدعو إلى الاستغراب من اللحن السعودي القادم وسط دعوات باستئناف المفاوضات الإيراني- سعودية، فهل كان بيان الملك “سلمان بن عبد العزيز” تعزيزٌ للعلاقات بين الرياض و واشنطن على حساب محادثاتها مع طهران التي تواصل مفاوضاتها في فيينا بإيجابية؟