الادميرال شمخاني : وضعنا الية جديدة لاستلام المبالغ المستحقة من العراق
الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا والتكتيكات الإعلامیة الغربية

تحاول الأطراف الغربية استخدام بعض التكتيكات الاعلامیة والنفسیة لانتزاع التنازلات من ایران في مفاوضات فيينا في حين تقر الغالبية العظمى من الوفود بأن المفاوضات تمضي قدما.
وتحاول الأطراف الغربية عادة وضع الطرف الآخر تحت أكبر قدر ممكن من الضغط اثناء المفاوضات لانتزاع التنازلات منه، کما تحاول فرض مطالبها على إيران من خلال اللجوء الى عدد من التكتيكات الاعلامية والنفسية ومنها طرح قضية “الاتفاق المؤقت” وتقسيم المهام مع لعبة ” الشرطي الجيد/ الشرطي السيئ” وتغییرات في تركيبة فريق التفاوض الأميركي.
طرح قضية “الاتفاق المؤقت”
ویأتي طرح قضية ” الاتفاق المؤقت” من قبل وسائل الإعلام والمسؤولين الغربيين في اطار مساعي هذه الاطراف لاثارة الاجواء السلبية ضد ايران والايحاء بانها المسؤولة عن الوضع الحالي في المفاوضات.
وكانت وسائل الإعلام الغربية قد طرحت قضية “الاتفاق المؤقت” ما یؤشر علی استراتيجية الغرب والولايات المتحدة في مفاوضات فيينا والدول الغربية، التي تبحث دائمًا عن طريقة لتخليها عن مسؤولياتها الدولية. کما لا ترغب الدول في حل قضية الاتفاق النووي من جذورها.
لعبة ” الشرطي الجيد/ الشرطي السيئ”
ونشهد تقسيم المهام في الترويكا الأوروبية مع وصول المفاوضات الی المراحل الفنية المعقدة والحساسة ومرحلة اتخاذ القرارات السياسية.
وتولى الآن الجانب البریطاني، الدور السلبي الذي لعبه المندوب الفرنسي في العديد من المفاوضات السابقة بفیینا وفي هذا الصدد، يمكننا أن نشير إلى النهج غير البناء لوزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، حيث قالت إن تطور مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ليس سريعا بالقدر الكافي، وإن المفاوضات تقترب من “مأزق خطير”.
وفي تصريح أدلت به أمام البرلمان البريطاني يوم الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني، حول المفاوضات النووية الإيرانية في فيينا، أضافت تراس: “هذه المفاوضات عاجلة والتقدم الذي تحرزه ليس سريعا بالقدر الكافي.
وتابعت: نواصل العمل بشراكة وثيقة مع حلفائنا، لكن المفاوضات بدأت تصل إلى مأزق خطير، مؤکدة : على إيران أن تختار الآن ما إذا كانت ترغب في إبرام اتفاق أو أن تكون مسؤولة عن انهيار الاتفاق النووي. ولو انهار الاتفاق النووي سيكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
یذکر ان نظام “الشرطي الجيد/ الشرطي السيئ” – يطلق عليه أيضا نظام “مات وجيف” أو الاستجواب المشترك أو الصديق والعدو- هو تكتيك نفسي يستخدم في الاستجواب والمفاوضات، ويتضمن هذا التكتيك فريقًا من محققَين يتخذ كل منهما موقفًا مغايرًا للآخر تجاه شخص ما ويجوز لهما إظهار موقفهما بالتناوب أو في نفس الوقت
تغییرات في تركيبة فريق التفاوض الأميركي
ولقد استخدمت الولايات المتحدة عددًا من التكتيكات منذ بداية المفاوضات بدءاً من مواعيد نهائية ملفقة ووصولا إلى ربط القضايا غير ذات الصلة بهيئة المفاوضات.
ويمكن القول، إن انسحاب مساعد الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران في فريق التفاوض الأميركي في فيينا ريتشارد نيفو، بصفته مهندس شبكة الحظر الأمريكي ضد إيران يمكن أن يكون خدعة لتسريع وتیرة عملية المفاوضات وانتزاع التنازلات من ایران.
وأفادت وسائل إعلام مختلفة في منتصف ديسمبر / كانون الأول، باحتمال إقالة مبعوث أميركي خاص في شؤون إيران روبرت مالي الذي اشتغل مدير شؤون الشرق الأوسط في إدارة الرئيسين الاسبقين بيل كلينتون وباراك أوباما.
ولم يحدث ذلك، وما زالت مالي يرأس “مجموعة الأزمات الدولية” بواشنطن وهي منظمة مستقلة في مجال العمل على تفادي النزاعات في العالم لكن البعض يری ان الخبر مؤشر علی تصاعد الخلافات في فريق التفاوض الأميركي.
وشهدت هذه الجولة من المفاوضات بعض التطورات والخلافات في الفريق الأمريكي. فذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن مصادر مقربة من الوفد الأميركي في فيينا، أنه مع وصول المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى منعطف حاسم، تصاعدت الخلافات داخل فريق التفاوض الأميركي مع طهران.
وعقب ورود أنباء عن انسحاب ريتشارد نيفو، مساعد الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، من فريق التفاوض في فيينا، أكد مسؤولو ادارة بايدن النبأ خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأعلنت مصادر مقربة من فريق التفاوض الأميركي عن تغييرات في الفريق، قائلة: بعد ريتشارد نيفو، انسحب اثنان آخران من فريق التفاوض الأميركي في فيينا احتجاجًا على مواقف روبرت مالي لاسترضاء إيران.
وتؤشر تغييرات غير متوقعة في الفريق الأمريكي عن ارتباك الفريق حول جدية إيران ومبادرتها في المفاوضات، ويبدو أن هذه الانسحابات من فريق التفاوض تظهر أن الأمريكيين لم يتمكنوا من إيصال المفاوضات إلى حيث يريدون وتأتي التغییرات في اطار المساعي الامريكي لانتزاع التنازلات من ایران.
ایران تؤکد علی ارادتها للتوصل إلى اتفاق جيد وثابت يمكن التعويل عليه
واثبتت الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال المفاوضات ارادتها وجديتها للتوصل الى اتفاق جيد وثابت يمكن التعويل عليه، مؤکدة ان اي جهد من قبل الطرف المقابل في هذا المجال ينبغي ان يشمل الغاء الحظر والتحقق منه وتقديم ضمانات موثوقة بهذا الشأن واعتبرها بانها مبادئ اساسية للاتفاق.
والموضوع الذي يحظى باهمية هي ان سياسة الصبر الاستراتيجي الذي اعتمدتها ايران لن تستمر الى الابد وعلى الاطراف الغربية التحرك في اتجاه بناء بدلا عن السعي وراء انتزاع التنازلات من ايران تماشيا مع سياسة امريكا المتمثلة في ممارسة الضغط القصوى.
ولقد أثبتت ایران انها تتحلى بالحكمة والبصيرة والشجاعة خلال المفاوضات والآن حان الوقت للغرب أن يتخلی عن المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة ویجب علیه ان يعتمد اجراءات ذات مصداقية لتسريع وتیرة المفاوضات.