الانتخابات التركية .. ماذا بعد الجولة الثانية؟

 الانتخابات التركية .. ماذا بعد الجولة الثانية؟


دقات الطبول تعلو مع اقتراب موعد إعلان ربيع تركي جديد، 64 مليون ناخب وجولة ثانية من الانتخابات هي الأولى منذ 100 عامستحدد خلال الأيام المقبلة من سيكون الرئيس.

هل سيتسمر أردوغان بالجلوس على كرسي الرئاسة بعد ما شغله لمدة 20 عاما؟ أم سيكون لكجدار أوغلو فرصة الفوز بعد إخفاقات سابقة، لكن يبقى السؤال الأهم، ماذا بعد الانتخابات التركية؟

ما هو مستقبل العلاقات التركية مع دول الجوار خاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا والتفاهمات القائمة، والتعاطي مع الحرب الأوكرانية؟

نريد تركيا أسهل

العواصم الغربية وعلى رأسها واشنطن تتأمل سقوط أردوغان، خاصة بعد أن أصبحت أنقرة الشريك التجاري لموسكو، ناهيك عن رفضه للعقوبات الغربية على روسيا، واعتماده على النفط الروسي المخفّض.

مواقف أردوغان الصلبة أمام إرادة الغرب دفعتهم للميل نحو كيفة كليجدار أوغلو على اعتبار أنه يمكن إرساء تفاهمات معه مستقبلاً وهذا ما تُرجم على لسان كارل بيلت، رئيس الوزراء السويدي السابق كلنا نريد تركيا أسهل“.

وعلى الرغم من تصريح أوغلو بأنه سيحافظ على العلاقات الاقتصادية مع روسيا يعلق الغرب آماله على تعاطيه مع الملف الأوكراني بانحياز نحو المحور الغربي.

نتائج الانتخابات بالنسبة لحلف شمال الأطلسي لن تؤثر على العلاقة المستقبلة مع التركي الذي يعتبره واحدا من الحلفاء الذين لديهم قدرات عسكرية كبيرة“.

انتصار الديمقراطية

الجمهورية الإسلامية الإيرانية علّقت على الانتخابات الرئاسية التركية من منبر الديمقراطية حيث هنأت عبر متحدث وزارة خارجيتها ناصر كنعانيالشعب التركي ومنظمي الانتخابات وقيادات وأحزاب تركيا على إجراء الانتخابات الرئاسية، معتبرة نجاح إجراء هذه الانتخابات مؤشرا لانتصار الديمقراطية لبلد الجار المسلم.

لكن ذلك لا يبدد القلق الداخلي في حال فاز كلجدار في الانتخابات، فهل سيقوم بتغيير خارطة السياسة التركية الحالية، ويمتثل لأوامر الغرب يتطبيق العقوبات الغربية على إيران؟ والتي قوّضها أردوغان طيلة فترة حكمه وشكل فيها تفاهما مع الجمهورية الإسلامية في قضايا اقتصادية متجاوزين الخلافات في ما يخص الشأن السوري.

ما بعد الحسم

منذ اللحظات الأولى لبدء الإقتراع بدأت أصابع الاتهام تتجه بين طرفي الحزبين المتنافسين، والداخل التركي قد يشهد توترا عقب إعلان النتائج، خاصة أن المحور الغربي يسعى لتمرير أجندته عبر توجيه أصوات الناخبين الأتراك المقيمين في أوروبا نحو كلجدار، في حين أن المحور الشرقي المتمثل بروسيا يسعى لتعزيز قوة أردوغان واستمرار وجوده على كرسي الرئاسة لإبقاء التفاهمات القائمة على شكلها الحالي.

أما عن الجار الجنوبي لتركيا فإن سوريا تسير نحو تسوية مهما كانت نتائج الانتخابات، حيث يعتزم كلجدار في حال فوزه بالرئاسة لخلق فرصة للتفاهم مع سوريا وذلك لإنهاء أزمة وجود اللاجئين السوريين وإعادتهم لبلادهم، في الوقت ذاته فإن سوريا تمضي قدما في المباحثات مع الحكومة التركية عبر اللقاء الأخير بين وزراء خارجية البلدين والذي يمهد الطريق أمام لقاء الرئيس الأسد وأردوغان فيما إذا استمر الأخير في موقعه على كرسي الرئاسة.

بقلم: مصطفى سنقنقي

مقالات ذات صلة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *