اغتيال المصلين بشاه چراغ: القصة حتى اللحظة.

 اغتيال المصلين بشاه چراغ: القصة حتى اللحظة.

تبدو الصلوات و دور العبادة الأهداف الأشد تفضيلا للجماعات الإرهابية في شتى أنحاء العالم، و دول الخليج الفارسي لم تكن استثناءا من هذه القاعدة، فمن ينسى التفجيرات الإرهابية التي طالت مساجد و حسينيات في كل من الكويت و المنطقة الشرقية بالسعودية قبل سبع سنوات؟ لكن هذه المساجد تتشارك اليوم عدة حقائق مع ما حدث في شاه چراغ بشيراز هذا المساء: فالمنفذون كانوا عناصر بتنظيم داعش، و الضحايا كانوا جميعا من المصلين الشيعة أو المتواجدين هناك.

هكذا بدأت المأساة: في أحد أشد الليالي ازدحاما بحرم أحمد و محمد ابني الإمام موسى الكاظم (ع)، اجتمع زوار المكان لأداء صلاة الجماعة ثم الانطلاق لزيارة ضريحي الأخوين اتباعا لعادة أهالي شيراز بالذهاب إلى الحرم كل ليلة خميس.

“ارتفعت أصوات صرخات النساء عند الأذان، فجأة رأيت رجلا قادما من الشبستان و بدأ بإطلاق النار من سلاح كلاشينكوف”، و تابع سادن الحرم الذي نشر موقع صابرين نيوز مقابلته قبل قليل:”بعدها مضى إلى الحرم و أطلق الرصاص على المتواجدين حوالي الضريح”.

عباءات الصلاة في قسم النساء بعد الهجوم عليهن.

لم يكن المتسبب في المأساة وحيدا، إذ رافقه آخر  وفق مصادر إيرانية، ليترجل المسلح فيهما من سيارة بيجو إلى بوابة الحرم “9دي”، و يقصد  موقع شبستان بالحرم متعمدا استهداف المشاركين في صلاة الجماعة، و وفق أخبار الساعة 20:30 بالقناة الثانية الإيرانية، فبالرغم من إقفال أحد السدنة لباب موقع صلاة الجماعة، إلا أن حامل الكلاشينكوف أطلق الرصاص و حاول  الدخول عنوة على المصلين، قبل أن يتراجع إلى الضريح و يطلق النار هناك أيضا، مفرغا بالمجمل 60 رصاصة على كل من رآه.

آثار الدماء عند الضريح

هنا تدخلت قوات الأمن للقبض على صاحب السلاح عقب إصابته بثلاثة رصاصات بعد الاشتباك معه مقابل الضريح، ليكشف مساعد محافظ فارس للشؤون السياسية و الأمنية “محبي بور” نقلا عن المدعي العام بشيراز “سيد مصطفى بحريني” أنه شاب في الثلاثين من عمره، فيما نجحت عناصر الأمن في القبض على شريكه بعد هروبه و اختبائه في أحد أجنحة الحرم، قبل أن يعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم المسلح.

عنصر تنظيم داعش بعد القبض عليه.

و من بين 15 شهيدا سقطوا جراء الرصاص، عثر على طفلين و امرأة قالت وسائل إعلام إيرانية أنها أم أحدهما، فيما بلغ عدد المصابين حتى اللحظة 40 شخصا على الأقل.

استشهاد امرأة مع طفلها في حرم شاه چراغ.
جثامين الشهداء بعد تغطيتها.

 

و كانت وزارة الخارجية و السلطة القضائية الإيرانيتين نددتا بالحملة الإرهابية، فيما توعد الرئيس الإيراني “السيد إبراهيم رئيسي” المخططين للعملية و المنفذين بالمحاسبة قائلا:” لن يفلت هذا الشر دون عقاب”.

مقالات ذات صلة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *