أفغانستان: ماذا وراء الانفجارات؟

 أفغانستان: ماذا وراء الانفجارات؟

كابل، مزار شريف و قندوز.. كلها محافظات أفغانية اشتركت بتوالي الانفجارات فيها خلال الثلاث أيام الماضية، كما انقسمت التفجيرات بين مدرسة و مسجدين للطائفتين السنية و الشيعية، في سيناريو متكرر للفظائع التي شهدها العالم في العراق بعد احتلالها أمريكيا عام 2003.

 

انفجار مسجد قندوز شمال أفغانستان

و رغم غياب الرأس الأمريكي عن أفغانستان، إلا أن ذنب الأفعى لا يزال متواجدا، إذ يطل البيدق الداعشي برأسه على العاصمة الأفغانية، متزعما العمليات الإرهابية و التي يهدف –جنودها الصغار على الأقل من خلالها- إلى بسط العلم الأسود على أفغانستان.

من جهة أخرى فالاستقرار في كابل آخر ما يريده محرك اللعبة الجديدة فيها، بل تتعدى رغبات الاستعمار بزعزعة أمن الداخل الأفغاني إلى تخريب علاقاته مع جيرانه، خاصة إيران التي تشاركه 921 کیلومترا من الحدود.

شهدنا محاولات عديدة لزلزلة الروابط بين الحكومتين في طهران و كابل، إذ وجد الجانب الإيراني نفسه في مواجهة مع إشاعات و عملية طعن في الحرم الرضوى كان أبطالها من الأفغان، فيما وقفت أحزاب أفغانية محسوبة على الغرب خلف الحملة على السفارة الإيرانية في كابل بعد نشر مقاطع فيديو مجهولة المصدر و مسيئة للأفغان.

الفتنة بين الحكومتين استهدفت الشعبين الإيراني و الأفغاني أيضا، و اللذان تنبه المسؤولون فيهما إلى ما يحاك لهما في الخفاء، فلم تصعد أو تصعب حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان الوضع، بينما أعلنت الحكومة الإيرانية عمليا توطيد علاقاتها مع جارتها الأفغانية، و هو ما تشهد له الانفجارات الأخيرة في أفغانستان، حيث تبنت طهران عرضا لتقديم العلاج لجرحى العمليات الإرهابية الأخيرة، و أوصل السفير الإيراني في كابل تعازي الإمام “علي الخامنئي” الحارة لأسر الضحايا.

سياسة “فرق تسد” الأمريكية بات واضحة للعيان، خاصة مع إعلان داعش المدعومة واشنطنيا مسؤوليتها عن التفجير في مزار شريف، لكن يبقى على الحكومتين الإيرانية و الأفغانية التعاون، لئلا يفسح المجال لبداية شرق أوسط جديد من قلب أفغانستان.

 

تعليق: فاطمة آل يعقوب

مقالات ذات صلة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *