أربعاء السوري.. ليلة النيران

بآخر ثلاثاء من السنة الإيرانية، يوصل الإيرانيون أنفسهم بأسرع ما يمكن إلى بيوتهم لقضاء الليلة في سلام بعيدا عن لعب الأطفال و الشباب في الخارج، حيث يعد هذا الوقت من السنة تنبيها بقدوم الربيع و بدء عام جديد مع الأحباب.
و رغم اختلاف الباحثين في أصل عادة “ليلة أربعاء السوري”، إلا أنهم يجمعون على تجذرها في التاريخ الفارسي إلى ما قبل الإسلام، حتى أتى هذا الأخير و عدلها لتتطابق مع المعايير الدينية و الأسرية.
و تتلخص ليلة أربعاء السوري بإقامة مراسم القفز فوق النيران في البيوت أو خارجها، حيث تلتف العوائل حول بعضها و يضرمون في ثلاث، خمس أو سبع أوان النار، ثم يثبون فوقها، و ترجع هذه العادة إلى أسطورة البطل “سياوش” المشابهة لقصة النبي إبراهيم (ع)، حيث اعتقد الإيرانيون قديما أن النيران تبعد الأمراض، و لهذا بقوا حتى اليوم يرددون حين العبور فوقها “صفاري منك، و حمرتك مني”.
و لا تنتهي عادة ليلة الأربعاء الأخيرة هنا، إذ لا بد من عدم إطفاء الشعل المضطرمة، بل انتظارها حتى تبرد من نفسها، ليأخذ رمادها أحد أفراد العائلة و يرميه عند تقاطع الشوارع، ثم يعود إلى البيت لتنتظر باقي أسرته جلبه للصحة، العافية و السرور إليهم.
يتبع…